الاثنين، فبراير 09، 2009

حب الوطن

الوطن كما عرفه ابن منظور في لسان العرب بأنه المنزل الذي يمثل موطن الانسان ومحله.
وعرف عن العرب كثرة حنينهم لاوطانهم حتى أن الجاحظ يقول في احدى رسائله :
((كانت العرب اذا غزت أوسافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تسنشقه)).
قيل لأعرابي ماالغبطة ؟ قال : الكفاية مع لزوم الأوطان. وقديما قالت العرب: من علامات الرشد أن تكون النفس الى بلدها تواقه والى مسقط رأسها مشتاقه.لذا جاء الشعر العربي مليئا بشعر الحنين الى الوطن فهذا ابن الرومي يصف حبه لوطنه ويذكر العلة في ذلك حيث يقول:

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبَّبَ أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا

وكذلك قال أعرابي يتشوق إلى وطنه:
ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي
بشوق إلى عهد الصبا المتقادم
حننت إلى ربع به اخضر شاربي
وقُطّع عني قبل عقد التمائم
وكذلك قال إسحاق الموصلي في وصف شوقه لمدينته بغداد وما أصابه من الحزن على فراقها حيث يخاطب قلبه الحزين لفراقها :
أتبكي على بغداد وهي قريبة
فكيف إذا ما ازددت عنها غداً بعدا
لعمرك ما فارقت بغداد عن قلى
لو أنا وجدنا من فراق لها بدا
كفى حزناً أن رحت لم أستطع لها
وداعاً ولم أحدث لساكنها عهدا

وما من شك في أن الإسلام رعى حبَّ الوطن في قلب المسلم لأنه فطرة، واستنبتَ هذه البذرة لتكون عطاءً ووفاءً.
يا أيها المواطن هذا هو الوطن، فقدّم له كل ما مكّنك ربي منه من عناية ورعاية وحماية وحباً، فذلك والله عبودية لله وامتثالا واقتداءا برسوله صلى الله عليه وسلم في حبه لوطنه مكه وحنينه اليها والوفاء لها ولاهلها رغم ما فعلوه به وآذوه وأخرجوه منها وهي احب ارض الله اليه فقال عندما خرج منها:
(والله إنك لأحب أرض الله إليّ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت، ما أطيبك من بلد وأحبَّك إليّ).
ووطنني من احق البلاد بالحب واجدرها بالخدمه واشرفها بالفضل
فكيف لا نحب وطنناً جعلها الله قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وشرفها بمسجد نبيه وقبره وحباها بنعمة الامن والاستقرار .
تحدث لابناءك عن وطنك وحبه ولاقرانك عن تشرفك بخدمته وتفانيك في رقيه وتقدمه حتى تعم ثقافة الحب وتشيع معاني الوطنيه .
لو مُس وطننا بسوء لهبينا جميعا لنصرته ولو سالنا انفسنا عنه لوجدنا قلوبنا مليئة بحبه لكننا لا نترجم هذا الحب في سلوكنا اليومي وتصرفاتنا وتحمل مسؤلياتنا .
دعونا نقدم له قصارى جهدنا وعصارة فكرنا لننهض به ونرد شئً مما قدمه لنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قال تعالى : (( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ))