الجمعة، ديسمبر 14، 2012

الشيخ عبد القادر الجيلاني


الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه ورضي عنه من أولياء الله الصالحين ومجددا للدين وعلماً من أعلام الإسلام مذهبه حنبلي وقد دافع عن السنة وسعى إلي نشر العقيدة الصحيحة التي لا يعتريها غلو ولا تحريف بل نهجه نهج أهل السنة والجماعة المتبعون للقران والسنة النبوية الطاهرة . فرحمة ربي علي روحه الزكية ونفسه العطرة البهية وسوف أعطيكم نبذة عنه لعل بعضكم قد أساء الفهم وقصر في حقه لما تواتر عنه من الكرامات وغلو بعض أصحابه فيه فهذا هو : هو السيد الشيخ عبد القادر محيي الدين بن أبي صالح موسى (جنكي دوست) بن الإمام عبدالله بن الإمام يحيى الزاهد بن الإمام محمد بن الإمام داود بن الإمام موسى بن الإمام عبدالله بن الإمام موسى الجون بن الإمام عبدالله المحض بن الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي وسيدتنا فاطمة (رضي الله عنها ) . وكان الشيخ عبد القادر الجيلاني قد نال قسطاً من علوم الشريعة في حداثة سنه على أيدي أفراد من أسرته، ولمتابعة طلبه للعلم رحل إلى بغداد ودخلها سنة 488 هـ الموافق 1095م وعمره ثمانية عشر عاماً في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله. وبعد أن استقر في بغداد انتسب إلى مدرسة الشيخ أبو سعيد المخرمي ( المذهب الحنبلي ) التي كانت تقع في حارة باب الأزج، في أقصى الشرق من جانب الرصافة، وتسمى الآن محلة باب الشيخ. وكان العهد الذي قدم فيه الشيخ الجيلاني إلى بغداد تسوده الفوضى التي عمت كافة أنحاء الدولة العباسية، حيث كان الصليبيون يهاجمون ثغور الشام، وقد تمكنوا من الاستيلاء على أنطاكية وبيت المقدس وقتلوا فيهما خلقا كثيرا من المسلمين ونهبوا أموالاً كثيرة. وكان السلطان التركي "بركياروق" قد زحف بجيش كبير يقصد بغداد ليرغم الخليفة على عزل وزيره "ابن جهير" فاستنجد الخليفة بالسلطان السلجوقي "محمد بن ملكشاه" ودارت بين السلطانين التركي والسلجوقي معارك عديدة كانت الحرب فيها سجالا، وكلما انتصر احدهما على الآخر كانت خطبة يوم الجمعة تعقد باسمه بعد اسم الخليفة. وكانت فرقة الباطنية قد نشطت في مؤامراتها السرية واستطاعت أن تقضي على عدد كبير من أمراء المسلمين وقادتهم فجهز السلطان السلجوقي جيشاً كبيراً سار به إلى إيران فحاصر قلعة "أصفهان" التي كانت مقراً لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم أهل القلعة فاستولى عليها السلطان وقتل من فيها من المتمردين، وكان "صدقة بن مزيد" من أمراء قبيلة بني أسد قد خرج بجيش من العرب والأكراد يريد الاستيلاء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي بجيش كبير من السلاجقة فتغلب عليه. وكان المجرمون وغيرهم من العاطلين والأشقياء ينتهزون فرصة انشغال السلاطين بالقتال فيعبثون بالأمن في المدن يقتلون الناس ويسلبون أموالهم فإذا عاد السلاطين من القتال انشغلوا بتأديب المجرمين. وفي غمرة هذه الفوضى كان الشيخ عبد القادر يطلب العلم في بغداد، وتفقه على مجموعة من شيوخ الحنابلة ومن بينهم الشيخ أبوسعيد المُخَرِمي، فبرع في المذهب والخلاف والأصول وقرأ الأدب وسمع الحديث على كبار المحدثين. وقد أمضى ثلاثين عاما يدرس فيها علوم الشريعة أصولها وفروعها. جلوسه للوعظ والتدريس عقد الشيخ أبو سعيد المُخَرِمي لتلميذه عبد القادر مجالس الوعظ في مدرسته بباب الأزج في بداية 521 هـ، فصار يعظ فيها ثلاثة أيام من كل أسبوع، بكرة الأحد وبكرة الجمعة وعشية الثلاثاء. واستطاع الشيخ عبد القادر بالموعظة الحسنة أن يرد كثيراً من الحكام الظالمين عن ظلمهم وأن يرد كثيراً من الضالين عن ضلالتهم، حيث كان الوزراء والأمراء والأعيان يحضرون مجالسه، وكانت عامة الناس أشد تأثراً بوعظه، فقد تاب على يديه أكثر من مائة ألف من قطاع الطرق وأهل الشقاوة، وأسلم على يديه ما يزيد على خمسة الآف من اليهود والمسيحيين. وبحسب بعض المؤرخين، فإن الجيلاني قد تأثر بفكر الغزالي حتى أنه ألف كتابه "الغنية" على نمط كتاب "إحياء علوم الدين . وكان الشيخ عبد القادر يسيطر على قلوب المستمعين إلى وعظه حتى أنه استغرق مرة في كلامه وهو على كرسي الوعظ فانحلت طية من عمامته وهو لا يدري فألقى الحاضرون عمائهم وطواقيهم تقليداً له وهم لايشعرون. وبعد أن توفي الشيخ أبي سعيد المبارك المخزومي فوضت مدرسته إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني فجلس فيها للتدريس والفتوى، وجعل طلاب العلم يقبلون على مدرسته إقبالا عظيما حتى ضاقت بهم فأضيف إليها من ما جاورها من المنازل والأمكنة ما يزيد على مثلها وبذل الأغنياء أموالهم في عمارتهم وعمل الفقراء فيها بأنفسهم حتى تم بناؤها سنة 528 هـ الموافق 1133م. وصارت منسوبة إليه. وكان الشيخ عبد القادر عالما متبصرا يتكلم في ثلاثة عشر علماً من علوم اللغة والشريعة، حيث كان الطلاب يقرأون عليه في مدرسته دروسا من التفسير والحديث والمذهب والخلاف والأصول واللغة، وكان يقرأ القرآن بالقراءات وكان يفتي على مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل. قال العلماء عنه قال الإمام النووي : ما علمنا فيما بلغنا من التفات الناقلين وكرامات الأولياء أكثر مما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد محيي الدين عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه, كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رياسة العلم في وقته, وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق وتتلمذ له خلق لا يحصون عدداً من أرباب المقامات الرفيعة, وانعقد علية إجماع المشايخ والعلماء بالتبجيل والإعظام, والرجوع إلى قولة والمصير إلى حكمه, وأُهرع إليه أهل السلوك - التصوف - من كل فج عميق. وكان جميل الصفات شريف الأخلاق كامل الأدب والمروءة كثير التواضع دائم البشر وافر العلم والعقل شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه معظما لأهل العلم مُكرِّماً لأرباب الدين والسنة, مبغضاً لأهل البدع والأهواء محبا لمريدي الحق مع دوام المجاهد ولزوم المراقبة إلى الموت. وكان له كلام عال في علوم المعارف شديد الغضب إذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى سخي الكف كريم النفس على أجمل طريقة. وبالجملة لم يكن في زمنه مثله رضي الله عنه. قال الإمام العز بن عبد السلام : إنه لم تتواتر كرامات أحد من المشايخ إلا الشيخ عبد القادر فإن كراماته نقلت بالتواتر. قال الذهبي : الشيخ عبد القادر الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي شيخ بغداد[10].. قال أبو أسعد عبد الكريم السمعاني: هو إمام الحنابلة وشيخهم في عصره فقيه صالح، كثير الذكر دائم الفكر, وهو شديد الخشية, مجاب الدعوة، أقرب الناس للحق، ولا يرد سائلا ولو بأحد ثوبيه. قال الإمام ابن حجر العسقلاني : كان الشيخ عبد القادر متمسكاً بقوانين الشريعة, يدعو إليها وينفر عن مخالفتها ويشغل الناس فيها مع تمسكه بالعبادة والمجاهدة ومزج ذلك بمخالطة الشاغل عنها غالبا كالأزواج والأولاد, ومن كان هذا سبيله كان أكمل من غيره لأنها صفة صاحب الشريعة صلى الله علية وسلم . قال ابن قدامة المقدسي: دخلنا بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة فإذا الشيخ عبد القادر بها انتهت إليه بها علما وعملا وحالا واستفتاء, وكان يكفي طالب العلم عن قصد غيره من كثرة ما اجتمع فيه من العلوم والصبر على المشتغلين وسعة الصدر. كان ملئ العين وجمع الله فيه أوصافاً جميلة وأحوالاً عزيزة, وما رأيت بعده مثله ولم أسمع عن أحد يحكي من الكرامات أكثر مما يحكى عنه, ولا رأيت أحدا يعظمه الناس من أجل الدين أكثر منه . قال ابن رجب الحنبلي : عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ثم البغدادي, الزاهد شيخ العصر وقدوة العارفين وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة, محيي الدين ظهر للناس, وحصل له القبول التام, وانتصر أهل السنة الشريفة بظهوره, وانخذل أهل البدع والأهواء, واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته ومكاشفاته, وجاءته الفتاوى من سائر الأقطار, وهابه الخلفاء والوزراء والملوك فمن دونهم . قال الحافظ ابن كثير : الشيخ عبد القادر الجيلي، كان فيه تزهد كثير وله أحوال صالحة ومكاشفات. قال الإمام اليافعي : قطب الأولياء الكرام، شيخ المسلين والإسلام ركن الشريعة وعلم الطريقة, شيخ الشيوخ, قدوة الأولياء العارفين الأكابر أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي قدس سره ونور ضريحه, تحلى بحلي العلوم الشرعية وتجمل بتيجان الفنون الدينية, وتزود بأحسن الآداب وأشرف الأخلاق, قام بنص الكتاب والسنة خطيبا على الأشهاد, ودعا الخلق إلى الله سبحانه وتعالى فأسرعوا إلى الانقياد, وأبرز جواهر التوحيد من بحار علوم تلاطمت أمواجها, وأبرأ النفوس من أسقامها وشفى الخواطر من أوهامها وكم رد إلى الله عاصياً, تتلمذ له خلق كثير من الفقهاء . قال الإمام الشعراني : طريقته التوحيد وصفاً وحكما وحالا وتحقيقه الشرع ظاهرا وباطنا. قال الإمام أحمد الرفاعي : الشيخ عبد القادر من يستطيع وصف مناقبه, ومن يبلغ مبلغة, ذاك رجل بحر الشريعة عن يمينه, وبحر الحقيقة عن يساره من أيهما شاء اقترف, لا ثاني له في وقتنا هذا[17]. قال الشيخ بقا بن بطو : كانت قوة الشيخ عبد القادر الجيلاني في طريقته إلى ربة كقوى جميع أهل الطريق شدة ولزوما وكانت طريقته التوحيد وصفا وحكما وحالا. قال ابن السمعاني عنه: إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه صالح، ديِّن خيِّر، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة. قال عنه محيي الدين ابن عربي: وبلغني أن عبد القادر الجيلي كان عدلاً قطب وقته. قال الشيخ ابن تيمية: والشيخ عبد القادر ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمراً بالتزام الشرع، والأمر والنهي، وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ أمراً بترك الهوى والإرادة النفسية. الســـــؤال : س: هل الشيخ عبد القادر الجيلاني من غلاة الصوفية؟ أم أنه وَلِيٌّ صالحٌ، وزهده معتدل كما يقال؟ الإجـــــابة : كان الشيخ عبد القادر من المعتدلين في التصوف، وحصل له كرامات كما حصلت لغيره. ولكن الصوفية بعده غلوا فيه، وكذبوا عليه، وحكوا عنه قصصا لا أساس لها من الصحة، حتى عبدوه مع الله، واعتقدوا فيه أنه يعلم الغيب، وأنه يتصرف في الكون، وأنه يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وأفسد عليهم توحيدهم، وعلينا أن نرجع إلى ترجمة الشيخ في كتب المؤرخين كابن كثير والذهبي لنجد فيها القول الصحيح في حق هذا الشيخ، والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين من بديع كلامه قال قدس الله سره : أخرجوا الدنيا من قلوبكم إلى أيديكم فإنها لا تضرُّكم. وقال : الاسم الأعظم أن تقول الله وليس في قلبك سواه وقال : كونوا بوَّابين على باب قلوبكم ، وأدخلوا ما يأمركم الله بإدخاله، وأخرجوا ما يأمركم الله بإخراجه، ولا تُخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا. وقال : لا تظلموا أحداً ولو بسوء ظنِّكم فإنَّ ربَّكم لا يجاوز ظلم ظالم. وقال : كلَّما جاهدتَ النفسَ وقتلتها بالطاعات كلَّما حييت وكلَّما أكرمتها ولم تنهها في مرضاة الله ماتت قال وهذا هو معنى حديث رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر

الحب

عندما نتجرد من المشاعر ونخلوا من الأحاسيس المكونة لشخصيتنا فلن يبقى إلا جسد خاوي يرعب الآخرين حتى لو بدا للوهلة الأولى انه جميل المظهر . لهذا فان التركيب الروحي الممتزج بتركيبنا الجسدي هو المكون الأساسي لنا كبشر فكم رأينا من أشخاص لا نعرفهم تركوا لدينا انطباعاً جيًد وآخرين نشعر تجاههم بشعور سيئ وفي كلا الحالتين يكون المظهر الخارجي والشكل جزء بسيط من هذه المعادلة , قد أكون محق فيما قلته إلى حد كبير فالإنسان عبارة عن أحاسيس ومشاعر وسلوك اجتماعي متى ما اختل احدها اعتبر ذلك نقصاً في شخصيتنا وأثر في علاقتنا مع الناس والمجتمع الذي نعيش في محيطه . جميل ان نكون سويين من الناحية العاطفية الوجدانية لان ذلك يجعلنا سعداء باستمرار ورأس هذه السعادة هو الحب ومحبة الله ورسوله في مقدمتها ثم محبة خلق الله ومبادلتهم المشاعر والانفعالات العاطفية .

الثلاثاء، مارس 22، 2011

الظلم جذوة الانتقام

قد يتبادر الى الاذهان ان ظلم الانسان وجبروته

الاثنين، مارس 15، 2010

الانتكاس الفكري وأثره على النهوض بالأمة

لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البشر أجمعين وعلى اله وصحبه
كنت اسأل نفسي هذا السؤال وهو هل الإيمان بالمبدأ موجود لدينا أم أننا نأخذ الأمور دائما بالعاطفة دون العقل والمنطق والدليل وعدم القبول ، لمجرد ان الناس ضد هذا الأمر أو ذاك فنسايرهم حتى لو كان ذلك على حساب مبادئنا بل إن البعض منا قد يترك ركن من أركان الإسلام لسبب أو لآخر مثل من لايقيم الصلاة في بلدان كثيرة خوفا من وصفه بالتخلف والرجعية او الإرهاب وهي من اهم شعائر المسلمين فمن يفعل ذلك منا فهو المقصود لأنه يعيش في هذه الحياة بلا مبدأ ونقيس على ذلك في جميع أحوالنا وتعاملنا مع أنفسنا والآخرين فدائما نرى النقاشات تشتدد وتصل إلى طريق مسدود في امور كثيرة على كل المستويات في مجتمعنا عندما نقبل على تحول جديد فرضته الحياة العصرية أو فرض لحاجة في نفوس من يتربصون بنا كما نظن سواءاً اكانوا من أبناء جلدتنا ممن يؤمنون بتلك القيم لكن بشكل مبالغ فيه أو من خارج الحدود و تفصلنا عنهم الجبال والمحيطات لكنهم لا يحبون أن نعيش بعيدا عن المدنية الحديثة في تصورهم ويريدون إخراجنا إلى نور الحضارة المبهر وكل مره نستبق الأمور بصراخ وتحذيرات وشعارات وكأننا نعد لحرب ضروس بل إن بعضنا يعلنها صراحة أنها الحرب المعلنة علينا وعلى الدين ونشحذ الهمم ثم بعد ذلك يحصل هذا التغيير ونتسابق عليه ونتفاجأ بإن من كان يرص الصفوف ويعد العدة هم أول من ينصهرون في تلك المتغيرات ويتهافتون عليها وكل ذلك لأن المبدأ غير موجود لدينا وسوء الظن مقدم والخيانة حاضره ونظرية المؤامرة أصبحت تحتل حيزا كبيرا من عقولنا ولن أقحمكم في التاريخ وتسلسل أحداثه لكن أشير فقط لحوادث حدثت وأصبحت من الماضي المنسي وعلى سبيل المثال عندما دخل الراديو إلى ارض الجزيرة أول مره ظن البعض انه وسيلة هدامة للعقيدة وانه سحر وان الدين قد انتهى وعادت الأصنام إلى ارض العرب ولقي مقاومه وصلت الى مواجهات مع المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله ثم مالبثنا ان تهافتنا عليه وأصبحنا نسمع من خلاله صوت العرب ثم نداء الإسلام من مكة المكرمة وإذاعة القران الكريم وأصبحنا ننتقي منه كل ما يفيد وما يناسب ديننا وأصبح وسيلة لنشرا لدين في كل بقاع الأرض ومن بعده التلفاز الذي اعتبر من يقتنيه زنديقا وهادما للدين ثم أطباق الاستقبال الفضائي (الدش) وكلنا عاصرنا تلك الصدمة التي إصابتنا من دخوله ورغم ثمنه الباهظ الا اننا اقتنيناه بشكل سري لكي لا نتعرض لنبذ المجتمع ومقته لنا لأننا أفسدنا الدين وتهافتنا بعد ذلك على وضعه في وضح النهار أمام وفوق بيوتنا دون حياء وأصبح معظم الناس يمتلكونه وحصل ذلك الغزو رغما عن أنوفنا حتى من كانوا ينادون بالتصدي لهذه الحرب خذلونا واكتشفنا أنهم أول من وضعه بالسر في الفناء الخلفي لبيوتهم متحججين بحجج كثيرة ( اخبار…… وتحليلات سياسيه ورياضه ….الخ ) وأصبح التلفاز وسيله مساعده في التربية والدعوة لمن أحسن استخدامها وانتقى ما يلاءم بيئته ودينه ثم الجوال (الباندا) وماحدث من منعه والتحذير منه واثارة السلبية على المجتمع والدين وسرعان مانسينا الأمر وأصبحنا من اكبر المستوردين له ولم نعد نخفيه عن الآباء والجيران بل أصبح بعض كبار السن يشتريه كنوع من الوجاهة ومواكبة العصر وهذه الأيام نشم جميعنا نسيم تغيير جديد في المجتمع وبدأنا نسمع الصراخ ونرى التعبئة العامه مرة اخرى لمواجهة هذه الحرب والتحذير من إن يخذلنا احد من أبنائنا ويصبح في صف العدو الجائر لكن سرعان ما ننسى ويصبح شئ من الماضي ونتسابق بالخفيه في بادئ الامر ثم نجاهر بتلك الخيانه التي تصور لنا انها ستقصم ظهر هذا الدين وتجهز على ماتبقى منه في نظر البعض وفي الحديث الشريف مامعناه من قال ان الناس قد هلكوا فقد هلك وهذا التغيير محوره قضية حقوق المرأة وقيادتها للسيارة وحدود دورها في المجتمع وحقوقها التي تفرضها المدنية والتحولات التي اجتاحت العالم بأسره و كالعادة نرى العجب في الصحف والمنتديات خاصة وفي وسائل الإعلام الاخري بين متشدد وبين منجرف ولا نرى المبدأ حاضر في تلك النقاشات بل التعصب للفكرة والوقوع في نفس الأخطاء دون وضع الحلول والسماح بالتجربة وإحسان الظن بنا وبنسائنا وبالمجتمع والمسارعة في سن القوانين واللوائح التي تنظم مثل هذا الأمر حتى لا نقع في نفس السلبيات الماضية والغريب ان البعض تناسى دور المرأة في مجتمعنا قبل 40 سنه فقط او اقل عندما كانت نصف المجتمع لكل مال هذه الكلمه من معني سواء في الحاضرة او البادية تشارك الرجل في الحصول على ما يسد حاجته وأسرتها من لقمة العيش بل ان بعض النساء في ذلك الوقت تضطر الى ان تطلب من زوجها ان يتزوج عليها اثنتين وثلاث حتى يخف عنها العناء ويتقاسمن معها العمل للعيش بكرامه والقيام بواجبها تجاه الأسرة وكل ذلك في احتكاك مباشر مع الرجال ومع المجتمع وقد يكون الحجاب موجودا وربما بشكل صوري لكن المبدأ موجود والكرامة الانسانيه ،نرى المرأة تبيع وتشتري في الأسواق الشعبيه المختلطة لكن لن يتجرأ أي إنسان على المساس بكرامتها او القدح في عفتها كل هذه الامور كانت موجوده في جميع مناطق المملكة شمال وجنوب شرق وغرب وكل واحد منا يعرفها تمام المعرفة ولو سألت كبار السن عن تلك الايام لرأيتهم يتمنون ان تعود ولو سالتهم عن نسبة الفساد لقال بعضهم صفر فلا تعجب انها حقيقه لان لديهم مبدأ كانو يعيشون عليه وهو تقوى الله وكرامة الانسان رجل او امرأه محفوظة لديهم ولو سألت اهل قريتك او جماعتك ماذا يفعلون اذا عاد الغائب لقالوا لك يستقبله الجميع بكل ترحاب وفرح و بكل صدق ومحبه مقبلا رؤوسهم جميعا بمن فيهم النساء ولا يجد في نفسه الا الحب الصادق البرئ البعيد عن كل شك وريبه بل كانت صلة الرحم والبر بالقريب ومراعاة حق الجار وكل خصلة يحبها الله ورسوله في ذلك المجتمع المثالي فلن تسمع الغيبه الا ما شذ ولن يقذف احد أي انسان بالفسق والفجور مهما كان سلوكه مريبا الا ببينه يحاسب عليها واذا كان هناك مجال للستر فلن يتردد لان حسن الظن هو الطاغي على ذلك المجتمع ولن ترى احد يمقت الشاب الذي حلق ذقنه وينبذه وكأنه خارج من الملة ولن تسمع احد يتفوه بكلمة بذيئة ويضحك الجميع لسماعها في مجلس احدهم مجامله له بل يزجر ويعاب عليه ولن ترى ذلك الصغير يحد النظر في كهل طاعن في السن يتحداه بالمعصية او شرب الدخان لان الجميع تربي على قيم ثابته وصاحب مبدأ ولن تسمع عن قضية المرأة ولا عن حجابها لان الستر وحسن التربية والمبدأ سمة مجتمعنا فأين نحن ألان من كل ذلك !!!!!!!!!!!!!
لا تفرح لن أدعو إلى التحرر بل لن ادعوا الى العوده الى ذلك الزمان الذي مضى ستقول اذا اين الفكره التي قلت والمبدأ الذي تتحدث عنه وماذا تريد؟؟؟؟
بعد إن من الله علينا بالنعم نرى المجتمع وكأنه رجل أفاق من إغماءة طويلة يريد إن يمشي مشيتة السابقة دون علاج وتمرين لكنه يتفاجأ بانه يعرج وتوازنه مختل فتراه يترنح وكذلك نحن الان كل شئ عندنا يسير بترنح او على استحياء بعيدا عن المبدأ
فلا نحن استفدنا من تجارب الآخرين وطورنا ها بما يناسب ديننا ومجتمعنا مثل كثير من الامم حتى الغير مسلمه مثل ( الصين والهند واليابان ) ولا نحن أفلحنا في أن نكون قدوة حسنه يتبعنا غيرنا لتفردنا في هذه الأمور التي أصبحت ملحه وضرورية للمجتمع المتمدن بل اصبحنا حديث العالم ليس لشئ ممانتصوره بل لاننا لانرى الامور الا من منظور سطحي بعيدا عن الواقع مما جلب لنا عداء المتربصين وفتح الباب امام المرجفين فلنحسن الظن ولا نستبق الأمور بالتشكيك في نوايا الخلق فالدين باقي وليس حكرا لأحد بل الدين لله وحتى نكون قدوه للأمم لابد ان يكون لدينا مبدا ثابت بعيدا عن الازدواجيه في السلوك وتطبيق تعاليم الشريعه ولا نخاف أي تغيير لاننا خير امة اخرجت للناس فلنعيش طبق هذا المبدا سلوكا وتطبيقا واقعي