الأحد، فبراير 15، 2009

فن التمثيل


تقمص الادوار واكتساب مهارات التقليد فن راقي يسعى اليه كل موهوب وهاوي للتمثيل للقيام بممارسة هوايته في تقليد الشخصيات واضحاك الناس لكنه سرعان ما يعود الى طبيعته وسلوكه ويمارس حياته بشخصيته الحقيقيه وهذه القاعده تنطبق على كل فنان لكن لو اصبحت هذه الهوايه هواية شريحة واسعه من المجتمع بل وغريزه فطريه لدى كثير منهم فهل سيصبح مجتمع فريد من نوعه ذو مهارات عاليه في فن التقليد والمحاكاه دعونا نرى ذلك ونناقش هذا الموضوع
فعندما يشاء القدر وتكون المولود الاول لوالديك فانك بلا شك اصبحت بطلا اسطوريا الى الابد فمن هنا تبدا المشكله وهنا الحل
نجد ان الابن الاكبر يكتنى به الاب ويبدا هو في تقمص دور ابيه في فرض سيطرته على البيت وعلى اخوته الاصغر منه واخواته بل وامه في كثير من الاحوال ويقع على عاتقه كثير من المسؤليات التى تكبره بسنين فلا بد ان يكون طفلا ملائكيا فلا يبكي امام الناس لانه رجل وعيبا ان يبكي ولا يتحدث اثناء وجود الكبار ولا يجلس معهم على مائده ولا يخطئ ولا ولا الى اخر تلك العبارات الزاجره فتتراكم كل هذه العقد في ذهن هذا البطل الصغير فيلجا الى تقمص الادواروالتمثيل للخروج من هذا المازق والارضاء كل الاذواق التي تحيط به وكلما كبر كبرت معه المسؤليات واكتسب هو مهارات جديده في التمثيل وتقمص الادوار لانه اقرب حل للنجاة من المجتمع وقيوده ومن الاب ونظرته وتفائله المفرط والمبالغ فيه ومن هنا يصبح المجتمع ضحية لعادات و تقاليد باليه لم نجني منها سوى الازدواجيه في السلوك والتردد في اتخاذ القرار فتاره تراه متديننا وربما الى درجة التزمت واحياننا متعلمن الى درجة الالحاد كل ذلك دون وعي منه وقناعه وعلم بما يؤمن به ، ان استمرار هذا السلوك يعني تفشي النشاز الاخلاقي وهدم القيم الدينيه التي جاء بها الاسلام
نحن بحاجة ماسه للعيش كما يعيش البشر نخطئ ونصيب ونذنب ونتوب ولا نضع حول انفسنا تلك الهاله الكبيره من القدسيه المختلقه التي لا يراها احد غيرنا وهذا لن يحدث مالم تحدث نقله نوعيه في تربيتنا لابناءنا وتغييرللمنهج التعليمي القائم على التكيز على العلم دون التربيه

الاثنين، فبراير 09، 2009

حقيقة الارهاب

عندما تختلط المشاعر وتتعدد الاماني وتتساوى الحياة والموت في ثواني ولحظات متسارعه فانك ستدرك بلا شك انك مخلوق ضعيف ليس له من امره شي وهذا الاحساس يمر به كل انسان يشرف على الموت وفي ذلك الوقت يتمنى الاماني ويقطع العهود على نفسه لئن نجيتنا ياربنا من هذه لنكونن من الصالحين المتصدقين التائبين الطاهرين الى اخر هذه الكلمات الساميه .
فأذا نجى عاد كانما لم يدعونا الى ضر مسه وكذلك حال كثير من البشر الا مارحم ربي الذي وسعت رحمة كل شئ ،وانت تقرا هذه الكلمات فلن تستطيع فهم ما تحويه الم تكن مررت بذلك الخط الفاصل بين الحياه والموت ففي تلك الليله دعيت الى المكان والزمان دون ارادة مني و رغم انشغالي الشديد حضرت وبدا الحديث يدور وسال ذلك الصغير ذو السبع سنوات هل الساعة العاشره فضحكنا واصبح محور الحديث ذلك السؤال ولم تمض الا دقائق معدوده حتى كانت العاشره تماما فانقلب كل شي كلمح البصر ودخل القتله وهم مدججون بالاسلحه الرشاشه والقنابل واصبحت الطلقات تخترق الاجساد والانين والصياح يتعالى ، تزاحمت الافكار وقلة الحيل واصبنا بالذهول بين مصدق ومكذب لما نراه ونسمعه وكانت العنايه الالاهيه حاضرة عندما احتمينا خلف مكان اعداد القهوه ظننا منا بانهم سيكتفون بقتل من هم امام الباب ويهربون لكن الامر كان اعظم مما نتوقعه اصبح الرصاص يتطاير من فوق رؤسنا ويتقدم القتله الينا وحينها بلغت القلوب الحناجر ولهثت الالسن بالدعاء الخالص ودمعت عيون المقصرين حزننا على مافرطوا في جنب الله وتقدم الناقمين على الجنس البشري الينا ليصرف الله ابصارهم الى غيرنا وهم يقتلون من وقعت اعينهم عليه وفي غفلة منهم خرجنا من باب خلفي بمن الله وتدبيره وتم احتجاز مئات الابرياء وقتل قرابة المائه والسبعون شخصاً كان من بينهم سبعه وتلاثين مسلما وفجروا جزءا كبير من ذلك الفندق الذي كنا نظن انه المستهدف الوحيد فاذا تسعة اماكن اخرى تعاني من تلك العصابات التي احرقت محطة القطار الرئيسيه وفجرت في عدة ادوار من اشهر فندق في مومباي اسمه (تاج محل) واحتجزوا فيه الرهائن وقتلوا الابرياء واصبحوا يتنقلون في الاماكن المكتضه بالناس متنكرين بزي الشرطة وهم يقتلونهم بلا رحمة ولا سؤال كانت ساعة انطلاقهم العاشرة مساءا التي سأل قبلها الطفل بسام وهو لايعلم انها ستكون لحظه بين مصيرين لكثير من البشر في تلك الليله تفكرت في تلك المشاهد وتذكرت جميع اخواننا الذين يواجهون هذا المصير كل يوم في اماكن كثيره ومهما كان هدف القتله (الارهابيين) فلن يكون مبررا لقتل من لا ذنب له من المدنيين العزل. بئس الطريق وبئست الاداة الهمجيه التي تزهق ارواحا بريئه في سبيل تحقيق المصالح مهما كان ثمنها فالانسان اغلى فكيف يحرم من نعمة الحياه من اعداء الحياه قاتلهم الله وسلط عليهم جنداً لا قبل لهم بها
نعم لا بد ان نقف جميعنا في وجه هذا المارد الذي اجتاح الارض ليس له دين ولا هويه ولا هدف الا هدف واحد وهو هدم البناء وازهاق الارواح في مخالفه صريحة لما امر الله به من عمارة الارض والعيش بسلام لن يكون هناك اي مبرر ان يقتل المسلمين غيرهم من الامنين المدنيين بحجة ان حكوماتهم محتلة او تقتل المسلمين في بلادهم وكذلك الحال لغير المسلمين لا يحق لهم استهداف المدنيين الذين لا حيلة لهم ان هذا الفعل من اجبن الافعال التي راتها البشريه على مر التاريخ .
ايها الانسان لا تتعاطف مع الارهابي مهما كان دينه او هدفه لانك هدفه الاول فهذه حقيقته مهما برر لك واستثار عواطفك وميولك فتاكد ولتكن على يقين انه لو وجدك في مكان هدفه لكنت انت اول ضحاياه
ليست كلمات كتبتها في لحظة فراغ ولا قصة سمعتها لارويها لكم بل تجربه شخصيه عشتها في فندق الترايدنت في مومباي لاكتشف بنفسي حقيقة الارهاب فليس الخبر كالمعاينه وانا ادعوك للانضمام الى كل جهد ومبادره تحارب هذا المارد الذي صنعته ايدي مريضه حاقده تريد ان تعم لغة الغاب والدم لتعود بالبشريه الى العصور المظلمه .
ان يفجراحدا المدنيين الابرياء في لندن او باريس او بغداد او الجزائر اواي ارض بهدف اخراج المحتلين من فلسطين او افغانستان او العراق فان هذا هو الظلم بعينه وفعل جبان لن يحقق الا هدف الدمار والقتل .

حب الوطن

الوطن كما عرفه ابن منظور في لسان العرب بأنه المنزل الذي يمثل موطن الانسان ومحله.
وعرف عن العرب كثرة حنينهم لاوطانهم حتى أن الجاحظ يقول في احدى رسائله :
((كانت العرب اذا غزت أوسافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تسنشقه)).
قيل لأعرابي ماالغبطة ؟ قال : الكفاية مع لزوم الأوطان. وقديما قالت العرب: من علامات الرشد أن تكون النفس الى بلدها تواقه والى مسقط رأسها مشتاقه.لذا جاء الشعر العربي مليئا بشعر الحنين الى الوطن فهذا ابن الرومي يصف حبه لوطنه ويذكر العلة في ذلك حيث يقول:

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
وحبَّبَ أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا

وكذلك قال أعرابي يتشوق إلى وطنه:
ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي
بشوق إلى عهد الصبا المتقادم
حننت إلى ربع به اخضر شاربي
وقُطّع عني قبل عقد التمائم
وكذلك قال إسحاق الموصلي في وصف شوقه لمدينته بغداد وما أصابه من الحزن على فراقها حيث يخاطب قلبه الحزين لفراقها :
أتبكي على بغداد وهي قريبة
فكيف إذا ما ازددت عنها غداً بعدا
لعمرك ما فارقت بغداد عن قلى
لو أنا وجدنا من فراق لها بدا
كفى حزناً أن رحت لم أستطع لها
وداعاً ولم أحدث لساكنها عهدا

وما من شك في أن الإسلام رعى حبَّ الوطن في قلب المسلم لأنه فطرة، واستنبتَ هذه البذرة لتكون عطاءً ووفاءً.
يا أيها المواطن هذا هو الوطن، فقدّم له كل ما مكّنك ربي منه من عناية ورعاية وحماية وحباً، فذلك والله عبودية لله وامتثالا واقتداءا برسوله صلى الله عليه وسلم في حبه لوطنه مكه وحنينه اليها والوفاء لها ولاهلها رغم ما فعلوه به وآذوه وأخرجوه منها وهي احب ارض الله اليه فقال عندما خرج منها:
(والله إنك لأحب أرض الله إليّ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت، ما أطيبك من بلد وأحبَّك إليّ).
ووطنني من احق البلاد بالحب واجدرها بالخدمه واشرفها بالفضل
فكيف لا نحب وطنناً جعلها الله قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وشرفها بمسجد نبيه وقبره وحباها بنعمة الامن والاستقرار .
تحدث لابناءك عن وطنك وحبه ولاقرانك عن تشرفك بخدمته وتفانيك في رقيه وتقدمه حتى تعم ثقافة الحب وتشيع معاني الوطنيه .
لو مُس وطننا بسوء لهبينا جميعا لنصرته ولو سالنا انفسنا عنه لوجدنا قلوبنا مليئة بحبه لكننا لا نترجم هذا الحب في سلوكنا اليومي وتصرفاتنا وتحمل مسؤلياتنا .
دعونا نقدم له قصارى جهدنا وعصارة فكرنا لننهض به ونرد شئً مما قدمه لنا .